بلدة لا يُسمح فيها بالتصوير
في عصر تهيمن عليه الصور، أصبحت الكاميرات ووسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من تجربة السفر. كل مسافر اليوم يحمل هاتفًا ذكيًا أو كاميرا لتوثيق اللحظات ونشرها على إنستغرام أو تيك توك. ولكن، ماذا لو أخبرتك أن هناك بلدة سويسرية تمنع التصوير نهائيًا؟ نعم، بالفعل! إنها قرية بيرغن (Bergün) الصغيرة التي قررت أن تحظر التصوير داخل حدودها.
قد يبدو الأمر غير منطقي، بل حتى سرياليًا في عالم اليوم الرقمي، ولكن خلف هذا القرار قصة تستحق القراءة والتأمل. في هذا المقال، نأخذك في جولة داخل هذه البلدة الفريدة، ونشرح خلفية القانون، أسبابه، ردود الفعل العالمية، وهل هي مجرد حيلة تسويقية أم قرار أخلاقي؟
أين تقع بلدة بيرغن السويسرية؟
تقع بيرغن (Bergün أو Bravuogn) في منطقة جبال الألب شرق سويسرا، وتحديدًا في كانتون غراوبوندن (Graubünden). يبلغ عدد سكانها حوالي 500 نسمة فقط، وتتميّز بمناظر طبيعية ساحرة من جبال مغطاة بالثلوج وغابات كثيفة وبيوت خشبية بطراز تقليدي يعود إلى قرون مضت.
بيرغن ليست من أشهر الوجهات السياحية في سويسرا، لكنها محبوبة لدى عشّاق الطبيعة والهدوء، وتُعتبر من الأماكن المثالية للهروب من ضجيج الحياة الحديثة.
لماذا قررت بلدة بيرغن منع التصوير؟
في عام 2017، فاجأت بيرغن العالم بإصدار قرار رسمي يحظر التصوير في الأماكن العامة داخل البلدة. وقد برّرت السلطات المحلية القرار بأن نشر صور البلدة على وسائل التواصل الاجتماعي قد يتسبب في مشاعر “الحزن” أو “الغيرة” لدى الأشخاص الذين لا يستطيعون زيارتها.
نعم، ما قرأته صحيح! كان السبب المعلن هو أن بيرغن جميلة جدًا لدرجة أن رؤيتها عبر الصور فقط قد تسبب مشاعر سلبية لدى الآخرين.
القرار تم التصديق عليه من قِبل المجلس المحلي للبلدة، وتم تثبيت لافتات مكتوب عليها:
“التصوير ممنوع – نحمي خصوصية الجمال”
“ساعدنا في حماية سعادة البشر – لا تصور!”
هل هو قانون فعلي أم حملة تسويقية ذكية؟
في البداية، ظن الكثير من الناس أن القرار مزحة أو نكتة ساخرة، لكن تبين لاحقًا أنه جزء من حملة ترويجية ذكية جدًا صممتها البلدية بالتعاون مع شركات سياحية.
الهدف من الحملة كان لفت الأنظار إلى بيرغن كوجهة فريدة من نوعها، تختلف عن باقي المدن التي تعتمد على الترويج البصري والمحتوى الرقمي.
وتم دعم هذا القرار بسيناريو تسويقي محكم:
-
نُشرت فيديوهات لرئيس البلدية وهو يتحدث بجدية عن القرار.
-
أُعلنت غرامة رمزية قدرها 5 فرنكات سويسرية (حوالي 5 دولارات) لكل من يُضبط وهو يصور.
-
نُشرت الأخبار في كبريات الصحف العالمية مثل BBC وThe Guardian وCNN.
لكن بعد أيام، كشفت البلدية أن القرار كان جزءًا من حملة تسويقية تهدف إلى جذب الزوار الذين يبحثون عن تجربة مختلفة بعيدًا عن التصوير والتوثيق.
هل ما زال التصوير ممنوعًا في بيرغن؟
الإجابة القصيرة: لا، التصوير ليس ممنوعًا بشكل رسمي حاليًا.
لكن البلدة ما زالت تحافظ على روح الفكرة، وتشجع الزوار على الاستمتاع بالجمال الطبيعي بأعينهم لا بعدساتهم، وتطلب منهم احترام خصوصية السكان والزوار الآخرين.
كيف استقبل الناس هذا القرار؟
ردود الفعل كانت متنوعة:
1. دعم كبير من عشّاق “الديتوكس الرقمي”
أشاد العديد من الأشخاص بفكرة بلدة تمنع التصوير، واعتبروها خطوة جريئة تشجع على الانفصال عن العالم الرقمي والعيش في اللحظة.
2. سخرية وانتقادات لاذعة
من ناحية أخرى، اعتبر البعض أن الفكرة تافهة أو نخبوية، وأن حرمان الناس من مشاركة الصور هو شكل من أشكال فرض الوصاية الأخلاقية على الآخرين.
3. فضول عالمي أدى إلى زيادة عدد الزوار!
الأغرب من ذلك أن الحظر المفترض زاد من شهرة البلدة عالميًا، حيث بدأ الناس يتدفقون إلى بيرغن لرؤية “القرية التي لا يُسمح فيها بالتصوير”، مما رفع أعداد الزوار بنسبة كبيرة.
ماذا يمكن أن نتعلم من هذه التجربة؟
1. قوة السرد والتسويق السياحي
بيرغن لم تستخدم صورًا جميلة أو إعلانات تقليدية، بل خلقت قصة أثارت جدلًا عالميًا ولفتت الأنظار إليها، مما يثبت أن الحكاية أهم من الصورة أحيانًا.
2. السياحة البطيئة والواعية
القرار يعكس توجّهًا متناميًا في عالم السفر يُعرف بـ**”السياحة الواعية”**، والتي تشجع على تقليل الاعتماد على التكنولوجيا والتواصل الحقيقي مع المكان.
3. الخصوصية والاحترام
في عصر تُوثّق فيه كل لحظة، تذكّرنا بيرغن بأن هناك قيمة في الخصوصية والاحترام، سواء للطبيعة أو لسكان المكان.
قرى ومدن أخرى تمنع التصوير جزئيًا
بيرغن ليست الوحيدة، فهناك أماكن أخرى تُقيّد التصوير:
• اليابان – كيوتو:
بعض شوارع كيوتو تحظر التصوير لحماية الخصوصية ومنع التدخل في حياة السكان المحليين.
• الإمارات – بعض المساجد والمناطق الحكومية:
التصوير ممنوع تمامًا، وقد يعرضك للمساءلة القانونية.
• الهند – تاج محل:
التصوير داخل الضريح الرئيسي ممنوع احترامًا لقدسيته.
• الفاتيكان – كنيسة السيستين:
ممنوع التصوير تمامًا داخل الكنيسة للحفاظ على الأعمال الفنية.
هل سيكون مستقبل السفر بدون صور؟
رغم أن الفكرة تبدو صعبة، إلا أن هناك اتجاهًا متزايدًا نحو:
-
الابتعاد عن تصوير كل لحظة.
-
التركيز على التجربة الحسية والواقعية.
-
السفر من أجل الفهم والتقدير لا من أجل التوثيق فقط.
وبينما ستبقى الكاميرات والهواتف معنا، فإن بعض الأماكن مثل بيرغن تذكّرنا بأهمية “رؤية المكان لا مجرد تصويره”.
هل تستحق بيرغن الزيارة؟
بكل تأكيد!
إذا كنت تبحث عن:
-
مناظر طبيعية خرافية
-
هدوء مطلق بعيد عن الزحام
-
تجربة سويسرية تقليدية
-
رحلة خارج حدود التكنولوجيا
… فإن بيرغن هي المكان المثالي.
أبرز الأنشطة التي يمكنك القيام بها في بيرغن:
-
التنزه في الغابات الجبلية المحيطة
-
ركوب القطارات البانورامية في طريق Albula
-
زيارة المتحف المحلي الذي يروي تاريخ البلدة
-
تجربة الأطباق السويسرية التقليدية في المطاعم الريفية
-
التزلج في فصل الشتاء على منحدرات غير مزدحمة
في عالم مهووس بالتصوير، تُذكّرنا قرية بيرغن السويسرية بأن الجمال الحقيقي لا يُقاس بعدد اللايكات، وأن هناك أماكن ما زالت تؤمن بأن اللحظة تستحق أن تُعاش لا فقط أن تُوثق.
قد يكون منع التصوير فيها مزحة تسويقية، لكنه يحمل في طياته رسالة عميقة عن خصوصية التجربة الإنسانية. فالسفر لا يعني فقط جمع الصور، بل جمع الذكريات الحقيقية التي تبقى في القلب قبل العدسة.
توفر فلاى جاويش للسفر والسياحة مرونة في تعديل البرامج السياحية وفقاً لسياسات محددة تختلف باختلاف الوجهة والفترة الزمنية. للاستفسار عن إمكانية التعديل، يمكنك التواصل مع خدمة العملاء عبر موقع فلاى جاويش للسفر والسياحة.
أشهر شركات السياحة التي تقدم بكجات سياحية مميزة للمسافرين السعوديين:
أرقام أفضل شركات السفر والسياحة 2025
تبحث عن أرقام أفضل شركات السفر والسياحة 2025؟
شركة fly-gawish هي اختيارك المثالي، ويمكنك التواصل معنا عبر الأرقام التالية:
اتصال 920031972
واتساب 966547551843
لا تتردد – احجز أفضل بكجات سياحية عبر fly-gawish واستعد لإكتشاف أرخص الدول للسياحة في 2025!